03 نوفمبر، 2009
أسامة بن زيد
بن حارثة (7 قبل الهجرة - 54 هـ) هو وأبوه صحابيان، كنيته أبو محمد، ويقال: أبو زيد. وأمه أم أيمن حاضنة [رسول الله] صلى الله عليه وسلم. قال بن سعد ولد أسامة في الإسلام ومات النبي صلى الله عليه وسلم وله عشرون سنة. وكان قد سكن المزة من أعمال دمشق ثم رجع فسكن وادي القرى ثم نزل إلى المدينة فمات بها بالجرف وصحح بن عبد البر أنه مات سنة أربع وخمسين. وقد روى عن أسامة من الصحابة أبو هريرة وابن عباس ومن كبار التابعين أبو عثمان النهدي وأبو وائل وآخرون وفضائله كثيرة وأحاديثه شهيرة.
نسبه:
* أبوه حبيب رسول الله صلى الله عليه وسلم: زيد بن حارثة بن شراحيل بن عبد العزى بن عامر بن النعمان بن عامر بن عبد ود بن عوف بن كنانة بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة بن مالك بن عمرو بن مرة بن زيد بن مالك بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. وزيد أول من أسلم من الموالي.
* أمه الصحابية الجليلة: أم أيمن بركة بنت ثعلبة بن عمرو بن حصن بن مالك بن سلمة بن عمرو بن النعمان. حاضنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حياته:
قال أسامة كان النبي صلى الله عليه وسلم يأخذني فيقعدني على فخذه، ويقعد الحسن بن علي على فخذه اليسرى، ثم يضمنا، ثم يقول : ( اللهم إنّي ارحمهما فارحمهما ) وفي رواية : ( اللهم أنّي أحبهما فأحبهما ) .، وقد حمله أبوه زيد من مكة إلى المدينة مع أمه أم أيمن بعد الهجرة النبوية إليها، إذ بعثه الرسول مع مولاه أبي رافع لإحضار من خلّف في مكة من أهله، وردّه الرسول في غزوة أحد لصغر سنه
ولّاه النبي صلى الله عليه وسلم قيادة جيش المسلمين المتوجه لغزو الروم في الشام الذي كان في صفر سنة إحدى عشرة من الهجرة، وقد تأخر أسامة بالجيش لما بلغه نبأ مرض الرسول صلى الله عليه وسلم، وانتظر حتى وصل الخبر بوفاة الرسول، فلما استُخلف أبو بكر رضي الله عنه، سار إلى الجرف، فأمر أسامةَ أن يسير بالجيش إلى الوجهة التي وجهه إليها الرسول صلى الله عليه وسلم. ومشى معه أبو بكر يودعه، وأسامة راكبٌ فرسه، فقال: يا خليفة رسول الله، إما أن تركب، وإما أن أنزل. فقال أبو بكر: والله لا تنزل ولا أركب. وما عليَّ أن أغبر قدميَّ ساعةً في سبيل الله. ثم ودع أسامةَ وأوصاه بوصية جامعة تصلح أن تكون أساساً لقوانين الحرب والجهاد، حيث قال له: سيروا على بركة الله، واغزوا باسم الله، وقاتلوا من كفر بالله، ولا تغدروا ولا تغلُّوا، ولا تقتلوا شيخاً كبيراً ولا امرأةً ولا طفلاً، ولا تقطعوا شجرةً، ولا تذبحوا شاةً إلا للأكل.. وقد رجع أسامة من تلك الغزوة ظافراً منتصراً، وشارك بعد ذلك في حروب الردة، والفتوحات التي تلت. واعتزل أسامة بن زيد الفتن بعد مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى أن مات في أواخر خلافة معاوية، وكان قد سكن المزة غرب دمشق ثم رجع فسكن وادي القرى ثم نزل إلى المدينة المنورة فمات بها بالجرف وصحح ابن عبد البر أنه مات سنة 54 هـ، فيكون قد توفي عن 61 سنة
22 أبريل، 2009
جميع اعياد مصرالقومية
عيد الأم :
فى 21 مارس من كل عام يحتفل المصريون جميعا بعيد الأم ، و عيد الآسرة ، و فيه يجتمع المصريون حول ست الحبايب إعترافا بفضلها على تماسك الاسرة و مسيرتها للأمام ، و كانت الدعوة لعيد الأم من الأستاذ على أمين و شقيقه مصطفى أمين تقديرا للأم و مكانتها فى نفوس الأبناء ....و فى هذا اليوم يبدأ فصل الربيع .... فصل تفتح الزهور و الجمال و الخضرة ... فصل الألوان البهيجة...
يوم المحارب:
و يحتفل به فى الثامن من مارس من كل عام و هو ذكرى لإستشهاد قائد القوات المصرية الفريق عبد المنعم رياض بين جنوده على شاطىء قناة السويس فى عام 1970 أثناء حرب الإستنزاف التى خاضتها مصر و القوات المصرية لإستنزاف قوة العدو من خلال حرب طويلة الأمد.... و فيه يتم تكريم المحاربين القدماء الذين ضحوا فى سبيل الوطن.
ذكرى تحرير سيناء:
و هى تأتى فى يوم 25 إبريل من كل عام وهو يوم الإستقلال الكامل و التحرير الكلى لشبه جزيرة سيناء من أيدى الإحتلال الإسرائيلى بعد حرب أكتوبر المجيدة و بعد معركة السلام المظفرة التى انتهتبمعاهد السلام ، و قد أعيت سيناء كلها على مدى ثلاث سنوات و تم تسليم آخر جزء منها يوم 25 إبريل عام 1983 ليرتفع العلم المصرى عاليا خفاقا على سيناء المصرية و لتبدأ مشروعا قوميا تنمويا من أجل سيناء.....
يوم شم النسيم:
وهو يوم الأثنين الثالث أو الرابع من شهر إبريل عقب عيد القيامة المجيد ، و هو عيد الربيع الحقيقى ، الذى تكون فيه الورود و الزهور و الخضرة قد وصلت إلى قمتها و جمالها و كمالها ، و هو عيد فرعونى يتم الإحتفال به فى الحدائق العامة شكرا للإله على الربيع الدائم و الخضرة الجميلة.و يتخلل هذا اليوم عدة تقاليد للمصريين جميعا مسلمين و أقباط ، منها الخروج إلى المتنزهات العامة و الخاصة للتمتع بجمالها ، و تناول الأسماك المملحة و خاصة الرنجة و الفسيخ و السردين ، و عمل البيض الملون بألوان زاهية للأطفال .
عيد العمال:
و هو فى الأول من مايو من كل عام و هو ذكرى لقيام الحركة العمالية النقابية العالمية فى الإتحاد السوفيتى و الولايات المتحدة و شعاره "يا عمال العالم إتحدوا" و فيه يتم الإحتفال بالعمال بعد عام مضى من العمل و الكفاح و يتم منح العاملين راحة و مكافآت إضافية و هو عيد اجتماعى لا فرق بين جنسية العامل أو ديانته .
عيد الجلاء:
يحتفل به يوم 18 يونيو من كل عام وهو ذكرى خروج آخر جندى إنجليزى من مصر فى 18 يونيو 1956م نتيجة إتفاقية الجلاء بين مصر و إنجلترا ، و بذلك اتحررت الأراضى المصرية من الإحتلال الإنجليزى الذى دام 74 عاما كاملة ، و يتم الإحتفال به على مستوى المدارس و الجامعات.
عيد الثورة:
و هو يوم خالد من أيام مصر العظيمة يوم 23 يوليو من كل عام ذكرى ثورة يوليو 1952م التى قام بها الضباط الأحرار بالجيش المصرى نيابة عن الشعب المصرى و حققوا آلاف الإنجازات السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية لتكون فى النهاية لتكون فى النهاية ثور جماهيرية شعبية من الدرجة الأولى... ثورة بيضاء لم يرق فيها دم.... ثورة أدت لإلغاء الملكية و قيام الجمهورية و تنفيذ مبادىء الثورة و أهدافها كاملة..... ثورة قضت على الإقطاع و على الفساد السياسى و على الإحتكار و أقامت جيشا و طنيا مصريا قويا.
وفاء النيل:
من 16-30 أغسطس من كل عام و هى إحتفالات ضخمة تقام للدعوة الى حماية مياه النيل من التلوث و تقام خلالها المهرجا ناتو الإحتغالات و الندوات لمنح النيل بعض ما يستحقه من تكريم لإنه مصدر الزراعة و الرى و السرب فى مصر.
عيد القوات المسلحة:
يوم السادس من أكتوبر من كل عام و يحتفل به فى مناسبة جليلة هى الإنتصار الكبير الذى حققته مصر بقيادة قواتها المسلحة على القوات الإسرائيلية و العبور العظيم للقوات المصرية لقناة السويس و خط بارليف المحصن و الذى أقيم كخط دفاعى قوى فى يوم السادس من أكتوبر1973 و مما يذكر أن آخر معارك الجيش المصرى التى إنتصر فيها قبل حرب أكتوبر كانت عين جالوت منذ نحو 700 سنة.
عيد مدينة السويس:
يوم 24 أكتوبر من كل عام و هو ذكرى صمود مدينة السويس ضد دبابات و طائرات العدو الإسرائيلى الذى حاول إقتحامها بعد نصر أكتوبر فتصدت لها و أحرقت الدبابات الإسرائيلية على مداخل مدينة السويس..... و يحتفل الشعب المصرى بهذه الذكرى كل عام.
عيد النصر:
و هو يوم 23 ديسمبر من كل عام و يتم الإحتفال به فى بور سعيد أساسا ، و ه ذكرى إنتصار القوات المصرية و الشعب المصرى و الإرادة المصرية على قوات العدوان الثلاثى البريطانى و الفرنسى و الإسرائيلى عام 1956 و اندحار قوات هذه الدول لتلقى مرارة الهزيمة على أرض بور سعيد الباسلة و يتحقق تحرير الأراضى مصر من أى إحتلال و لتتأكد مصرية قناة السويس مائة فى المائة.
ذكرى حادثة دنشواى:
فى 13 يونيو من كل عام و يحتفل بها فى محافظة المنوفية كيوم قومى لها ، و هو يوم ذكرى دخول قوات إنجلترا هذه القرية و اضطرام النيران بأحد الاجران نتيجة رصاص أحد الضباط الإنجليز ، و خوف زملاءه من ثورة الأهالى فجروا فى الشمس المحرقة فمات منهم واحد ، فأقامت القوات الإنجليزية المشانق لأهل دنشاى بعد محكمة صورية ..... و كان ذلك فى 13 يونيو 1901م.
يوم الشرطة المصرية:
و هو يوم 25 يناير من كل عام حيث قامت الشرطة المصرية بمقاومة الدبابات و المدافع الإنجليزية أثناء محاولتها إقتحامها مديرية الأمن بالإسماعيلية يوم 25 يناير 1952م ، و أدى صمود قوات الشرطة إلى مزيد من ضرب النيران الإنجليزية نحو الموقع و لم تستسلم الشرطة المصرية أبدا حتى سقط الموقع بدماء الشهداء.... و بعدها جاء حريق القاهرة ليغطى على المقاومة الباهرة للشرطة المصرية ، و قامت الثورة الخالدة المصرية يوم 23 يوليو من نفس العام لتعلن أن مصر للمصريين.
يوم الوحدة :
22فبراير 1958م و هو يوم إعلان الوحدة العربية بين مصر و سوريا و هى وحدة إندماجية بين قطرين عربيين أصبحا دولة واحدة كرمز لوحدة الأمة العربية ، و دامت الوحدة ثلاثة أعوام حتى تسللت بعض القوى الداعية للفرقة العربية و أجهضت التجربة بعد ثلاث سنوات .
يوم الفلاح المصرى:
و يحتفل به مع عيد الشرقية الوطنى يوم التاسع من سبتمبر تخليدا لذكرى صدور قوانين الإصلاح الزراعى عام 1952 بعد قيام الثورة بأقل من شهرين ، و ذكرى ثورة عرابى زعيم الفلاحين على الحكام الفاسدين و مقاومته للإحتلال النجليزى لمصر عام 1882م .
عيد الطفولة:
بمناسبة الإعلان العالمى للطفل فى 20 نوفمبر من كل عام يحتفل أطفالنا مع أطفال العالم بأعياد الطفولة و فيها يتم تقديم أفضل الخدمات الثقافية و الإجتماعية و الفنية للطفل المصرى .
ذكرى تأميم قناة السويس:
فى 26 يوليو من كل عام و هى ذكرى تأميم القناة عندما أعلن الزعيم المصرى جمال عبد الناصر عن تأميمي القناة لتصبح قناة مصرية 100% فى إحتفال بالمنشية بمدينة الإسكندرية يوم 26 يوليو 1956م ردا على سحب الغرب تمويل السد العالى
شم النسيم
وإن كان بعض المؤرخين يرون أن بداية الاحتفال به ترجع إلى عصر ما قبل الأسرات، ويعتقدون أن الاحتفال بهذا العيد كان معروفًا في مدينة "هليوبوليس" ومدينة "أون".
وترجع تسمية "شم النسيم" بهذا الاسم إلى الكلمة الفرعونية "شمو"، وهي كلمة مصرية قديمة لها صورتان:
وهو عيد يرمز – عند قدماء المصريين – إلى بعث الحياة، وكان المصريون القدماء يعتقدون أن ذلك اليوم هو أول الزمان، أو بدأ خلق العالم كما كانوا يتصورون.
وقد تعرَّض الاسم للتحريف على مرِّ العصور، وأضيفت إليه كلمة "النسيم" لارتباط هذا الفصل باعتدال الجو، وطيب النسيم، وما يصاحب الاحتفال بذلك العيد من الخروج إلى الحدائق والمتنزهات والاستمتاع بجمال الطبيعة.
وكان قدماء المصريين يحتفلون بذلك اليوم في احتفال رسمي كبير فيما يعرف بالانقلاب الربيعي، وهو اليوم الذي يتساوى فيه الليل والنهار، وقت حلول الشمس في برج الحمل. فكانوا يجتمعون أمام الواجهة الشمالية للهرم – قبل الغروب –؛ ليشهدوا غروب الشمس، فيظهر قرص الشمس وهو يميل نحو الغروب مقتربًا تدريجيًّا من قمة الهرم، حتى يبدو للناظرين وكأنه يجلس فوق قمة الهرم.
وفي تلك اللحظة يحدث شيء عجيب، حيث تخترق أشعة الشمس قمة الهرم، فتبدو واجهة الهرم أمام أعين المشاهدين وقد انشطرت إلى قسمين.
وما زالت هذه الظاهرة العجيبة تحدث مع مقدم الربيع في الحادي والعشرين من مارس كل عام، في الدقائق الأخيرة من الساعة السادسة مساءً، نتيجة سقوط أشعة الشمس بزاوية معينة على الواجهة الجنوبية للهرم، فتكشف أشعتها الخافتة الخط الفاصل بين مثلثي الواجهة اللذين يتبادلان الضوء والظلال فتبدو وكأنها شطران.
وقد توصل العالم الفلكي والرياضي البريطاني "بركتور" إلى رصد هذه الظاهرة، وتمكن من تصوير لحظة انشطار واجهة الهرم في عام 1920م، كما استطاع العالم الفرنسي "أندريه بوشان" – في عام 1934م – تسجيل تلك الظاهرة المثيرة باستخدام الأشعة تحت الحمراء.
[ اطعمة شم النسيم الخاصة
ويتحول الاحتفال بعيد "شم النسيم" – مع إشراقة شمس اليوم الجديد - إلى مهرجان شعبي، تشترك فيه طوائف الشعب المختلفة، فيخرج الناس إلى الحدائق والحقول والمتنزهات، حاملين معهم أنواع معينة من الأطعمة التي يتناولونها في ذلك اليوم، مثل: البيض، والفسيخ (السمك المملح)، والخَسُّ، والبصل، والملانة (الحُمُّص الأخضر).
وهي أطعمة مصرية ذات طابع خاص ارتبطت بمدلول الاحتفال بذلك اليوم – عند الفراعنة - بما يمثله عندهم من الخلق والخصب والحياة.
فالبيض يرمز إلى خلق الحياة من الجماد، وقد صوَّرت بعض برديات منف الإله "بتاح" – إله الخلق عند الفراعنة - وهو يجلس على الأرض على شكل البيضة التي شكلها من الجماد.
ولذلك فإن تناول البيض – في هذه المناسبة - يبدو وكأنه إحدى الشعائر المقدسة عند قدماء المصريين، وقد كانوا ينقشون على البيض دعواتهم وأمنياتهم للعام الجديد، ويضعون البيض في سلال من سعف النخيل يعلقونها في شرفات المنازل أو في أغصان الأشجار؛ لتحظى ببركات نور الإله عند شروقه فيحقق أمنياتهم.
تتفتح الأزهار في الربيع
وقد تطورت هذه النقوش - فيما بعد -؛ لتصبح لونًا من الزخرفة الجميلة والتلوين البديع للبيض.
أما الفسيخ – أو "السمك المملح" – فقد ظهر بين الأطعمة التقليدية في الاحتفال بالعيد في عهد الأسرة الخامسة، مع بدء الاهتمام بتقديس النيل، وقد أظهر المصريون القدماء براعة شديدة في حفظ الأسماك وتجفيفها وصناعة الفسيخ.
وقد ذكر "هيرودوت" – المؤرخ اليوناني الذي زار مصر في القرن الخامس قبل الميلاد وكتب عنها - أنهم كانوا يأكلون السمك المملح في أعيادهم.
كذلك كان البصل من بين الأطعمة التي حرص المصريون القدماء على تناولها في تلك المناسبة، وقد ارتبط عندهم بإرادة الحياة وقهر الموت والتغلب على المرض، فكانوا يعلقون البصل في المنازل وعلى الشرفات، كما كانوا يعلقونه حول رقابهم، ويضعونه تحت الوسائد، وما زالت تلك العادة منتشرة بين كثير من المصريين حتى اليوم.
وكان الخَسُّ من النباتات المفضلة في ذلك اليوم، وقد عُرِف منذ عصر الأسرة الرابعة، وكان يُسَمَّى بالهيروغليفية "عب"، واعتبره المصريون القدماء من النباتات المقدسة، فنقشوا صورته تحت أقدام إله التناسل عندهم.
وقد لفت ذلك أنظار بعض علماء السويد – في العصر الحديث- فقاموا بإجراء التجارب والدراسات على نبات الخس، وكشفت تلك البحوث والدراسات عن حقيقة عجيبة، فقد ثبت لهم أن ثمة علاقة وثيقة بين الخس والخصوبة، واكتشفوا أن زيت الخس يزيد في القوة الجنسية لاحتوائه على فيتامين (هـ) بالإضافة إلى بعض هرمونات التناسل.
ومن الأطعمة التي حرص قدماء المصريين على تناولها أيضًا في الاحتفال بعيد "شم النسيم" نبات الحمص الأخضر، وهو ما يعرف عند المصريين باسم "الملانة"، وقد جعلوا من نضوج ثمرة الحمص وامتلائها إشارة إلى مقدم الربيع.
شم النسيم في اليهودية والمسيحية
وقد أخذ اليهود عن المصريين احتفالهم بهذا العيد، فقد كان وقت خروجهم من مصر – في عهد "موسى" عليه السلام – مواكبًا لاحتفال المصريين بعيدهم، وقد اختار اليهود – على حَدِّ زعمهم - ذلك اليوم بالذات لخروجهم من مصر حتى لا يشعر بهم المصريون أثناء هروبهم حاملين معهم ما سلبوه من ذهب المصريين وثرواتهم؛ لانشغالهم بالاحتفال بعيدهم، ويصف ذلك "سِفْر الخروج" من "العهد القديم" بأنهم: "طلبوا من المصريين أمتعة فضة وأمتعة ذهب وثيابًا، وأعطى الرَّب نعمة للشعب في عيون المصريين حتى أعاروهم. فسلبوا المصريين".
واتخذ اليهود ذلك اليوم عيدًا لهم، وجعلوه رأسًا للسنة العبرية، وأطلقوا عليه اسم "عيد الفِصْح" – وهو كلمة عبرية تعني: الخروج أو العبور – تيمُّنًا بنجاتهم، واحتفالاً ببداية حياتهم الجديدة.
وعندما دخلت المسيحية مصر جاء "عيد القيامة" موافقًا لاحتفال المصريين بعيدهم، فكان احتفال النصارى بعيد الفصح – أو "عيد القيامة" – في يوم الأحد، ويليه مباشرة عيد "شم النسيم" يوم الإثنين، وذلك في شهر "برمودة" من كل عام.
واستمر الاحتفال بهذا العيد تقليدًا متوارثًا تتناقله الأجيال عبر الأزمان والعصور، يحمل ذات المراسم والطقوس، وذات العادات والتقاليد التي لم يطرأ عليها أدنى تغيير منذ عصر الفراعنة وحتى الآن.
وقد استرعى ذلك انتباه المستشرق الإنجليزي "إدوارد وليم لين" الذي زار القاهرة عام (1834م) فوصف احتفال المصريين بهذا العيد بقوله: "يُبَكِّرون بالذهاب إلى الريف المجاور، راكبين أو راجلين، ويتنزهون في النيل، ويتجهون إلى الشمال على العموم؛ ليتَنَسَّموا النسيم، أو كما يقولون ليشموا النسيم. وهم يعتقدون أن النسيم – في ذلك اليوم- ذو تأثير مفيد، ويتناول أكثرهم الغذاء في الريف أو في النيل".
وهي نفس العادات التي ما زال يمارسها المصريون حتى اليوم.
] شم النسيم في الإسلام
قال الشيخ عطية صقر رئيس لجنة الفتوى بالأزهر في الإحتفال بشم النسيم ""إنَّه لا يعدو أن يكون يومًا عاديًّا من أيام الله حكمه كحُكْم سائرها، إنَّ فيه شَائبةً وهي ارتباطُه بعقائد لا يُقرُّها الدِّين، حيث كان الزَّعم أنَّ المسيح قام من قبره وشَمَّ نسيم الحياة بعد الموت"" [1]
حيث تم حصار الميدان كله، وتم تفريق أي تجمع في الميدان بالقوة، ومنع المشاركين من الوصول إلى موقع الاحتفال. وتعرض العديد من المشاركين منهم ( خالد علي وعفاف مرعي وأحمد فوزي و محمد عبد الرحمن) للضرب في الميدان، وتم احتجازهم في مقهى وادي النيل لفترة من الوقت. كما تم إغلاق العديد من المقاهي وترويع المواطنين..
كما تعرض د. طارق محمد سيد أحمد للضرب والسحل مما أدى إلى إصابته في عينه، حيث تم علاجه في مستشفى القصر العيني..
ولم تكتف أجهزة الأمن بذلك، لكنها حاصرت مقر مركز هشام مبارك للقانون (عضو لجنة الدفاع عن الديمقراطية)، حيث اضطر المشاركون للاجتماع فيه وإقامة احتفالهم داخله.
واعتقلت قوات أمن الدولة خالد بدو عضو حزب التجمع بعد خروجه من الاحتفال، وذلك في منطقة شبرا في مكتب مباحث أمن الدولة بشبرا الخيمة؛ حيث تعرض للاعتداء والضرب المبرح ولم يخرج إلا عصر اليوم الأحد 2 مايو.
إن لجنة الدفاع عن الديمقراطية تدين هذه الممارسات القمعية التي تؤكد على حقيقة الدولة البوليسية التي تحكم البلاد، وتصادر الحريات، وتقمع المواطنين.
كما تؤكد على أن أي حديث عن الإصلاح الديمقراطي من أجهزة الحكم، في ظل هذه الممارسات، ما هو إلا وهم كبير.
ومن جانب آخر تؤكد اللجنة على حق العمال وجماهير الشعب المصري في إقامة الاحتفالات، والمظاهرات، والمسيرات السلمية دون إذن من وزارة الداخلية.
24 مارس، 2009
مخاطر الهوس الكروي
أطلقت منظمة الصحة العالمية صيحة تحذير من مخاطر حالة الهوس الكروي التي تنتاب جماهير اللعبة الشعبية الأولي في العالم.وطالب خبراء المنظمة بوضع لافتات بالملاعب وعلي شاشات التليفزيون طوال لحظات بث المباريات تحمل عبارة' التعصب الكروي ضار جدا بالصحة' كما هو الحال مع التدخين.وكشف الأطباء أن الركلات الترجيحية تصيب جماهير الكرة بالأزمات القلبية والجلطات المخية, بينما تقف ضربات الجزاء سببا وراء الإصابة بالذبحة الصدرية وأمراض القولون وقرحة المعدة والأمراض النفسية.التعصب الكروي أصبح خطرا علي الصحة, والاتحاد الدولي لكرة القدم, قد يسرع نحو إلغاء ركلات الترجيح والهدف الذهبي استجابة لمطالب منظمة الصحة العالمية.واللعبة الأكثر جماهيرية قد تصبح بلا مشجعين والأندية بلا جماهير, والساحرة المستديرة بلا عشاق بعد أن أثبت الأطباء بما لا يدع مجالا للشك أن كرة القدم ضارة جدا بالصحة!!لم تقتصر استعدادات البرتغال لتنظيم كأس الأمم الأوروبية الأخيرة علي تجهيز الاستادات الرياضية وأماكن إقامة الفرق المشاركة والجماهير العاشقة التي أتت خلف منتخباتها الوطنية لمؤازرتها, فقد وفر اتحاد أطباء القلب ووزارة الصحة البرتغالية أجهزة تنشيط القلب والعيادات المتنقلة للعناية المركزة وسيارات الإسعاف داخل الملاعب التي أقيمت عليها بطولة الأمم الأوروبية.وقد أثبت خبراء منظمة الصحة العالمية أن الضوضاء والإحساس الجماعي بالتوتر داخل الاستاد يمكن أن يسبب ضغطا علي قلوب البعض, مؤكدين وجود أدلة طبية علي أمر يعرفه كل مشجع كرة قدم, وهو أن ركلات الجزاء الترجيحية قد تؤدي إلي توقف القلب.وقد دلل خبراء منظمة الصحة العالمية علي ذلك بدراسة مباريات المنتخب الإنجليزي في بطولة كأس العالم عام1998 فاكتشفوا أن نسبة الإصابة بالأزمات القلبية قد زادت بنسبة25% عندما خسرت إنجلترا مباراتها مع الأرجنتين بركلات الترجيح.وكشف الأطباء أن الأسباب الرئيسية لتلك المخاطر الصحية ترجع إلي التوتر والقلق الذي يسود الملاعب, وركلات الترجيح التي حطمت آمال مشجعي الفريق الإنجليزي.وحذرت منظمة الصحة العالمية من التزايد المستمر في نسبة حالات الوفاة في الملاعب الرياضية, والتي زادت بنسبة60% خلال نهائيات كأس العالم الأخيرة في كوريا الجنوبية واليابان العام الماضي بسبب الإفراط في التوتر والقلق والمزيد من التعصب الكروي فضلا عن الإفراط في التدخين وشرب الكحوليات والقهوة خلال البطولات الرياضية الدولية.وهو ما يؤكد أن الجماهير العربية تدخل بقوة في دائرة الخطر بسبب إخفاقات المنتخب المتتالية في البطولات العالمية والإقليمية, حيث تكررت حالات الوفاة بالسكتات القلبية والانهيارات العصبية والإغماءات في استاد القاهرة وأمام شاشات التليفزيون, وآخرها وفاة أحد المشجعين عقب انتهاء مباراة مصر وكوت ديفوار الأخيرة في تصفيات كأس العالم والتي انتهت بهزيمة المنتخب المصري علي أرضه ووسط جمهوره, فضلا عن تسجيل المراقبين في الاستادات والملاعب المصرية التي تشهد مباريات للمنتخب زيادة واضحة في حالات الإغماءات والأزمات القلبية خلال السنوات الأخيرة في أثناء المباريات التي يكون المنتخب طرفا فيها, وهو ما يؤكد أن هناك علاقة بين تدهور مستوي ونتائج المنتخب, وبين ازدياد حالات الوفاة والأزمات والإغماءات في الملاعب والبيوت.
تعصب وجنون
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن ما علاقة ركلات الجزاء أو الهدف الذهبي بالإصابة بالأزمات القلبية أو السكتات الدماغية أو أمراض القولون؟ يجيب الدكتور أسامة عبدالعزيز ـ أستاذ أمراض القلب بطب القاهرة قائلا:كرة القدم هي اللعبة الشعبية الأولي في العالم, وفي كثير من البلدان تحظي كرة القدم بشعبية هائلة مقارنة بغيرها من الدول, وتشهد تعصبا وحماسا زائدا للمنتخبات الوطنية في البطولات الدولية, ومع الجو المشحون بالحماس والاهتمام والانفعال والتوتر لسير نتائج تلك المباريات تحدث تغيرات مهمة وخطيرة في جسم الإنسان حيث يزداد إفراز هرمونات التوتر من الغدد الصماء إلي الدورة الدموية, وبالتالي يزداد إفراز هرموني' الإدرينالين' و'النو أدرينالين' الذي يفرز من لب الغدة فوق الكلوية, وهرمون' الكورتيزون' الذي يفرز من قشرة الغدة فوق الكلوية.وتلعب تلك الهرمونات دورا مهما في مستوي السكر بالدم ومعدل ضغط الدم الشرياني, وسرعة ضربات القلب, وتزيد من قابلية الدم للتجلط داخل الشرايين.وعندما يدخل مرمي أحد الفرق الذي يتعصب له المشجع هدفا قد يبدد حلم الفريق في الفوز بالبطولة, أو التأهل لمباراة تالية, نجد أن أكثر المشاهدين تعصبا وحماسا وتتوافر لديهم الاستعدادات المسبقة للإصابة بالنوبات القلبية كمرضي السكر وضغط الدم, أو من يعانون من تصلب الشرايين أو السمنة المفرطة, نجد هؤلاء يمسكون بخناق صدرهم, ويتألمون بشدة ويجدون صعوبة بالغة في التنفس, وكل تلك الأعراض هي بداية للإصابة بالذبحة الصدرية, التي تنجم عن تصلب أحد الشرايين التاجية بالقلب. حتي إن الأطباء يتحدثون الآن عما يسمي بـ أمراض المنتخب المصري و التي تشمل القائمة السابقة, فضلا عن اضطرابات القولون العصبي والإغماءات المفاجئة.وإذا كانت الصدمة شديدة والخسارة فادحة, والتي تتمثل في عالم كرة القدم الآن بالهدف الذهبي, الذي يضيع البطولة ويحطم الآمال, أو الهزيمة غير المتوقعة, أو ركلات الجزاء الترجيحية, فإن هرمونات التوتر المفرزة بغزارة تزيد من سرعة ضربات القلب, وتزيد من قابلية الدم للتجلط داخل الشرايين, وبالتالي يصاب المشجع المتحمس بأزمة قلبية مفاجئة قد تودي بحياته داخل المدرجات دون مقدمات وفي ظل صمت وذهول من كل المشجعين المحيطين به, وأصبحت تلك الظاهرة تسمي الآن بـ' السكتة الذهبية' والتي تصيب القلب بسبب الهدف الذهبي.إذا كان التعصب الكروي يؤدي إلي الإصابة بالسكتات القلبية, فإن هذا التوتر الدائم والتعصب الذي يزيد من تلك الهرمونات الخطرة علي الصحة قد يسبب في بعض الأحيان ـ كما يقول الدكتور أسامة الغنام ـ أستاذ المخ والأعصاب بطب الأزهر, تجلطا بجدران الشرايين وضعف وصول الدم إلي أنسجة المخ, والاضطراب الحاد في وظائفه, فينتج عنه عجز عصبي أو الشلل النصفي المعروف طبيا بـ' الفالج' والذي قد يؤدي إلي الوفاة في اليوم الأول لحدوثه, وقد ثبت طبيا أن الجلطات المخية يكثر حدوثها بين العديد من المتعصبين في عالم كرة القدم خاصة من لديهم تاريخ وراثي لمرض القلب والسكر وضغط الدم, والذين يقعون صرعي داخل المدرجات أو أمام شاشات التليفزيون أثناء مشاهدتهم لمباريات كرة القدم ورؤيتهم لشباك فريقهم المفضل تهتز أو عند ضياع البطولة من ناديهم المحبب. وهو ما يفسر الأخبار التي تنشر دائما عن حالات وفاة وأزمات صحية وإغماءات عقب خروج المنتخب المصري مثلا من بطولة كبري, أو إخفاق الأهلي والزمالك في بطولات إفريقيا, لاسيما عندما تقام المباريات في القاهرة وسط جماهير غفيرة.
نادي القولون العصبي
وإذا كنت متعصبا لأحد الأندية, فإن ذلك من شأنه أن يجعلك عضوا بنادي القولون العصبي, كما يقول الدكتور سمير قابيل, أستاذ ورئيس قسم الكبد بطب بنها, والذي أضاف قائلا: المشجعون المتحمسون والمتابعون باستمرار لأنديتهم في تعصب شديد لدرجة أنهم يسافرون وراءهم لتشجيعهم في أي مكان يلعبون فيه شدا لأزرهم في حماس شديد وتعصب أعمي ينتج عنه حالة من التوتر والانفعال تؤدي إلي زيادة نشاط العصب الحائر وتهيج القولون, والذي تتمثل أعراضه في حالة من الألم والضيق بالبطن, والشعور بالامتلاء والانتفاخ واضطراب وظيفة الإخراج دون سبب أو مرض عضوي واضح, وكل تلك الأعراض تحدث للمتعصبين في عالم كرة القدم, فالمباريات أحداثها مثيرة والكرة مستديرة ونتائجها غريبة, وفي ظل هذا التوتر يزداد نشاط العصب الحائر, فتبدأ مضاعفات القولون في الظهور, كما يزداد كذلك إفراز الإنزيمات المنظمة لحركة المعدة, وبالتالي المعاناة من متاعب قرحة المعدة والاثني عشر والتي تتمثل في فقدان الشهية والقئ المصحوب بالألم الشديد, وضعف جهاز المناعة الذي يحمي الجسم من قائمة طويلة من الأمراض.وينصح الدكتور قابيل مرضي القولون وقرحة المعدة والاثني عشر من الجماهير العربية بعدم الإفراط في الحماس الزائد والتوتر أثناء مشاهدة المباريات الرياضية, وتناول الأدوية اللازمة قبل مشاهدة تلك المباريات. خاصة مباريات المنتخب المصري التي أصبح من الصعب التكهن بنتائجها, والدليل أننا أصبحنا نهزم بسهولة في استاد القاهرة ووسط جماهير شديدة الحماسة والانفعال.
الشمس والمطر!
ولا تتوقف مخاطر كرة القدم عند هذا الحد, فمعظم المباريات تقام أحيانا في طقس ردئ كأن يكون حارا أو رطبا أو كليهما معا, أو في طقس بارد وممطر أو مترب في كثير من الأحيان, وقد حذرت منظمة الصحة العالمية من تلك المخاطر التي تتعرض لها جماهير اللعبة واللاعبون أيضا, وفي نفس الوقت لا يملك حكم المباراة سلطة إيقاف أو تأجيل أو إلغاء المباراة بسبب الطقس, فبمجرد إطلاق صافرة الحكم يلعب الفريقان تحت أي ظرف جوي طارئ, والجماهير أيضا لا يتخلون عن فريقهم ويقبعون في المدرجات في ظل هذا الطقس الذي يعرض صحتهم للخطر, وعن الأمراض التي تجعل من كرة القدم لعبة ضارة جدا بالصحة يقول الدكتور محمد ندي, أستاذ الأمراض الجلدية بطب عين شمس, أثناء جلوس جماهير الكرة بالمدرجات في الجو الحار الرطب حيث ترتفع درجة الحرارة وتزداد نسبة الرطوبة في الكثير من الدول العربية يحدث التعرق الشديد الذي يفقد الجسم الماء والأملاح الحيوية والتي تؤدي إلي ما يعرف بـ الإنهاك الحراري نتيجة للتعرق الغزير وفقدان الأملاح الحيوية, وتتمثل أعراضه بين جمهور المشجعين في الألم الشديد بعضلات الجسم وتقلص عضلات البطن والأرجل والشعور بالصداع والدوخة وفقدان الشهية وشحوب الوجه, فضلا عن توافر احتمالات الإصابة بضربة شمس.كذلك يدفع الحماس الشديد الجماهير الغفيرة لحضور المباريات في المدرجات للتشجيع والمؤازرة غير مبالين ببرودة الطقس عند إقامة المباريات في برد الشتاء القارس, ومن شأن ذلك أن يعرضهم لالتهابات الجهاز التنفسي والآلام الروماتيزمية التي تصيب عضلات الرقبة والكتف والظهر بالتقلصات والآلام الشديدة, كما أن الطقس المترب الذي يجتاح الملاعب يتسبب في الإصابة بحساسية الصدر والجلد, والأولي ينتج عنها ضيق وصعوبة بالتنفس, أما الثانية فإن أعراضها تتمثل في الشعور بحكة الجلد واحمرار بالعينين وحساسية بالجهاز العصبي التي تظهر أعراضها في صورة صداع شديد.
أمراض اللاعبين
وإذا كان عشاق الساحرة المستديرة هم أكثر ضحاياها, فإن اللاعبين أيضا لا يسلمون من تلك المخاطر الصحية, فهم كذلك عرضة لتلك المضاعفات فضلا عن أنهم في عرضة دائمة لتمزق الأربطة والشد العضلي وعنف الملاعب والجماهير في بعض الأحيان, ولكن أكبر الخطر علي صحة لاعبي كرة القدم ونجوم ومشاهير الكرة هو ذلك الذي حذر منه باحثون هولنديون بعد أن أثبتوا أن لاعبي كرة القدم الذين يستخدمون رأسهم كثيرا خلال المباريات الرياضية يعانون أكثر من غيرهم من صعوبة التركيز والنسيان.وقد تابع الباحثون حالات53 لاعبا من الأندية الهولندية الرئيسية وقارنوها بـ27 سباحا وعداء, وأظهرت الدراسة أن الذاكرة الضعيفة للاعبي كرة القدم أكثر سوءا من هؤلاء, وأن قدرتهم علي التركيز في تراجع مستمر.وقال الباحث إريك ماتسير, المشرف علي الدراسة إن التفسير الطبيعي لضعف ذاكرة وتركيز لاعبي كرة القدم مرتبط باستخدام الرأس أثناء المباريات, وفي المعدل فإن اللاعب المحترف يضرب الكرة برأسه800 مرة في الموسم الكروي الواحد, أما المدافع فإنه يضرب الكرة برأسه2500 مرة في الموسم, كما أظهرت الدراسة أن أكثر من نصف اللاعبين الهولنديين يعانون من ارتجاج مخي خلال رحلتهم الكروية.وطالبت الدراسة لاعبي كرة القدم بالخضوع لفحوصات طبية دورية والتقليل من استخدام الرأس في ضرب الكرة إلي الحد الأدني, كما دعت الدراسة إلي عدم السماح للأطفال ممن هم دون الثانية عشرة من العمر من استخدام الرأس خلال لعبهم كرة القدم.
أسباب التعصب
ولأن الساحرة المستديرة قد أصابت الملايين بالهوس, وجعلتهم أسري لهذا العشق الذي يهدد صحتهم ويودي بحياتهم, ولأن دراسات وتحذيرات منظمة الصحة العالمية, قد تصطدم بآمال وأحلام عشاق كرة القدم والاتحاد الدولي' الفيفا' الذي يعتبر نفسه بمثابة الحارس علي قوانين اللعبة, فإن الأطباء يؤكدون أن الحل الأمثل هو التوقف فورا عن التشجيع المفرط بحماس, والبعد عن الأسباب النفسية والاجتماعية التي قد تدفع بكثيرين نحو الوقوع ضحية للهوس الكروي, وعن الأسباب والدوافع النفسية لحالة الهوس الكروي والجنون الذي لا يفرق بين الأعراق والثقافات واللون والجنس وكيفية الوقاية منه يقول الدكتور عادل صادق, أستاذ الطبي النفسي:في مجال الطب النفسي الرياضي, يمكن اعتبار المشاهدين أو المتفرجين في المباريات الكروية بمثابة الحشد أو الجمهور الرياضي الذي يتكون من جماعة من الناس تختلف في تكوينها وتستجيب عاطفيا لمشترك واحد وهو المنافسة الكروية.وتختلف ردود الفعل للمؤثرات وهي هنا أحداث وسير المباريات والأهداف والنتائج والمفاجآت الكروية, كما تختلف ردود الفعل من شخص إلي آخر, ومن شعب إلي آخر, فهناك أشخاص وشعوب مصابة بالهوس الكروي وتشجيع الأندية واللاعبين بجنون, كما أن هؤلاء المصابين بالهوس الكروي تختلف ردود أفعالهم طبقا لدرجة ثقافتهم وسمات الشخصية.وهناك نظريات اجتماعية جديدة تقول إنه إذا أردت أن تعرف شعبا فانظر كيف يلعب كرة القدم, فعند الانفعال أي عندما يكون الموقف أقوي منك تظهر حقيقتك, وهذا العنف الذي نراه في الملاعب هو أكبر دليل علي أعماق المجتمع العنيفة, وأن عنف تلك المجتمعات موجه ضد نفسها وأحيانا ضد اللاعبين, حتي الذين يتحمسون لهم, وضد الحكام الذين هم من شعب آخر غير شعب الفريقين المتنافسين.ويؤكد الدكتور عادل صادق, أن التعصب جعل المتفرجين جزءا من اللعبة وباتت أكبر عقوبة للفرق المنافسة حرمانها من المتفرجين, وفي أحيان كثيرة يكون عدم حماس المتفرجين سببا في هزيمة فريقهم, ولذلك أصبح يقال أو يؤخذ بالحسبان أن الفريق يلعب علي أرضه ووسط جمهوره, وأصبح الجمهور هو الفريق الذي يلعب أو أنه هو الذي يكسب والذي ينهزم, ويصرخ فرحا إذا جاء الهدف, ويلعن ويشتم إذا ضاع.
سلوك مشترك
ويشير الدكتور عادل صادق, إلي أن هذا السلوك أصبح مشتركا ومتطابقا بين جميع الشعوب, وزاد وانتشر ضحايا الهوس والتطرف, والتعصب الكروي بسبب الكبت والضغط العصبي والإحباط ومشكلات الحياة والعمل والأبناء, ولا يجد هؤلاء مكانا للتنفيس عن ذلك إلا في الملاعب أو أمام شاشات التليفزيون ومن شأن هذا التعصب الذي يجد ضحاياه متعتهم أثناء المباريات أن يدفع رجلا نحو تحطيم جهاز التليفزيون إذا اهتزت شباك فريقه المفضل, أو أن تنخرط سيدة في البكاء وتحطيم أدوات المنزل إذا ضاعت البطولة من فريقها المحبب أو شابا يعتدي علي أخوته بالضرب, أو فتاة تصيبها حالة إغماء أو تنخرط في بكاء هستيري إذا انتكس فريقها أو سارت المباراة بغير ما كانت تتمني.وعلي الرغم من اعتماد بعض نظريات الطب النفسي لمباريات كرة القدم كأسلوب علاج نفسي جماعي لهؤلاء المكبوتين, و'المكتئبين' والفاشلين في حياتهم الأسرية أو العملية في كثير من الأحيان, واعتبار مباريات كرة القدم بمثابة جرعات علاجية لهم, إلا أن مخاطر الإصابة بالسكتة القلبية أو الجلطة المخية وأمراض الجهاز العصبي ومتاعب الجهاز الهضمي التي أثبتتها الدراسات, فإن أولئك المهووسين يجب عليهم البحث عن حلول عملية لمشكلاتهم الحقيقية التي قادتهم نحو هذا الهوس الذي يهدد حياتهم, وأن يجعلوا منها وسيلة للاستمتاع والترفيه حماية لهم من كل تلك المخاطر الصحية*
11 مارس، 2009
احمد شوقى
ولد الشاعر أحمد شوقي، في 16 تشرين الأول (أكتوبر) سنة (1868)، أبصر شوقي نور الحياة في قصر الخديوي إسماعيل في القاهرة وفي 14 تشرين الأول (أكتوبر) سنة (1932)، توفي شوقي في قصره المعروف باسم "كرمة ابن هاني" القائم على ضفاف النيل في الجيزة.يقول شوقي عن أصله، إنه عربي، وتركي، ويوناني، وجركسي، أما ولادته فكانت في مصر، أي أنه يتحدر من أصول أربعة، وقد جعله هذا الاختلاط، دائم الترجح بين العرب والأتراك، وبين الحاكم والمحكوم ..أما ثقافته ، فكانت عربية وتركية وفرنسية ، وقد استطاع الاطلاع على الشعر العربي والتركي والأوروبي ، مما جعله يستفيد من مختلف التيارات الشعرية .وقد أدى تقرب أهله من الخديوي إسماعيل ، إلى فتح المجال واسعاً أمامه ، من أجل أن يتلقى علومه كاملة ، في مصر أولاً ، وفي فرنسا ثانياً .بعد تخرجه من مصر ، عمل أحمد شوقي بعض الوقت في قصر الخديوي توفيق ، الذي عينه الإنكليز بعد خلع الخديوي إسماعيل ، وكان ينظم له قصائد المدح ، فأرسله ضمن بعثة إلى فرنسا ، لإكمال دراسته ، وبعدها أمضى أربع سنوات بين مونبيليه وباريس، وحصل على شهادة الحقوق .في سنة (1892)، توفي الخديوي توفيق ، وتولى الحكم ابنه الخديوي عباس حلمي ، فبقي شوقي على علاقة وثيقة مع الخديوي الجديد ، ينظم له قصائد المدح في مناسبات مختلفة .وبقي شوقي ينسج على هذا المنوال ، مدة طويلة من عمر الزمن ، متجاهلاً ما يحدث خارج أسوار قصر الخديوي . ولم يتردد في هجاء أحمد عرابي بعد عودته من المنفى ، كما أنه تردد في البداية ، في رثاء صديقة مصطفى كامل .خلع الإنكليز الخديوي عباس حلمي ، الذي كان يعالج في اسطنبول ، وأعلنت مصر محمية بريطانية ، وعينت مكانه السلطان حسين كامل ، وفشل شوقي في التقرب من الحكم الجديد ، فنفته بريطانيا في سنة (1915)، فذهب إلى برشلونة في أسبانيا .وفي سنة (1920)، سمحت له السلطات الإنكليزية بالعودة إلى مصر ، وحاول من جديد التقرب من الحاكم ولكنه فشل ، ما أدى إلى انحيازه الكامل نحو الشعب المصري من جهة ، ونحو الشعب العربي من جهة ثانية ، فأخذ ينظم القصائد الوطنية والثورية . إلى جانب قصائده الغزلية. وهكذا بين ليلة وضحاها انتقل شوقي من موقع إلى آخر ، فأصبح شاعر الشعب ، بعدما كان شاعر السلالة الخديوية .وأهمية شوقي ، تكمن في أنه جاء بعد الشاعر الكبير محمود سامي البارودي (1839 - 1904)، حاملاً مشعل التجديد ، عند تخوم مملكة الشعر العربي المعاصر، معبرا عن تجربته الخاصة ، وتجربة عصره ، ممهدا الطريق أمام شعراء العرب الجدد ، الذين ساهموا مساهمة فعالة في تطوير الشعر العربي.وفي سنة (1927)، ولمناسبة إعادة طبع ديوانه " الشوقيات " بايعه على إمارة الشعر ، شعراء العرب ، من أمثال حافظ إبراهيم ، وخليل مطران ، وشبلي الملاط ، وأمين نخلة .. ويومها ، ألقى حافظ إبراهيم القصيدة التي جاء في مطلعها :أمير القوافي قد أتيت مبايعاً ..... وهذي وفود الشرق قد بايعت معيبعد وفاة شوقي انتقل لقب "أمير الشعراء" إلى الشاعر اللبناني الراحل بشارة الخوري (الأخطل الصغير).
أحمد شوقي.. شاعر الثورة والوطن المولد والنشأة:ولد أحمد شوقي بحي الحنفي بالقاهرة في (20 من رجب 1287 هـ = 16 من أكتوبر 1870م) لأب شركسي وأم من أصول يونانية، وكانت جدته لأمه تعمل وصيفة في قصر الخديوي إسماعيل، وعلى جانب من الغنى والثراء، فتكفلت بتربية حفيدها ونشأ معها في القصر، ولما بلغ الرابعة من عمره التحق بكُتّاب الشيخ صالح، فحفظ قدرًا من القرآن وتعلّم مبادئ القراءة والكتابة، ثم التحق بمدرسة المبتديان الابتدائية، وأظهر فيها نبوغًا واضحًا كوفئ عليه بإعفائه من مصروفات المدرسة، وانكب على دواوين فحول الشعراء حفظًا واستظهارًا، فبدأ الشعر يجري على لسانه.وبعد أن أنهى تعليمه بالمدرسة وهو في الخامسة عشرة من عمره التحق بمدرسة الحقوق سنة (1303هـ = 1885م)، وانتسب إلى قسم الترجمة الذي قد أنشئ بها حديثًا، وفي هذه الفترة بدأت موهبته الشعرية تلفت نظر أستاذه الشيخ "محمد البسيوني"، ورأى فيه مشروع شاعر كبير، فشجّعه، وكان الشيخ بسيوني يُدّرس البلاغة في مدرسة الحقوق ويُنظِّم الشعر في مدح الخديوي توفيق في المناسبات، وبلغ من إعجابه بموهبة تلميذه أنه كان يعرض عليه قصائده قبل أن ينشرها في جريدة الوقائع المصرية، وأنه أثنى عليه في حضرة الخديوي، وأفهمه أنه جدير بالرعاية، وهو ما جعل الخديوي يدعوه لمقابلته.السفر إلى فرنسا:وبعد عامين من الدراسة تخرّج من المدرسة، والتحق بقصر الخديوي توفيق، الذي ما لبث أن أرسله على نفقته الخاصة إلى فرنسا، فالتحق بجامعة "مونبلييه" لمدة عامين لدراسة القانون، ثم انتقل إلى جامعة باريس لاستكمال دراسته حتى حصل على إجازة الحقوق سنة (1311هـ = 1893م)، ثم مكث أربعة أشهر قبل أن يغادر فرنسا في دراسة الأدب الفرنسي دراسة جيدة ومطالعة إنتاج كبار الكتاب والشعر.العودة إلى مصر:عاد شوقي إلى مصر فوجد الخديوي عباس حلمي يجلس على عرش مصر، فعيّنه بقسم الترجمة في القصر، ثم ما لم لبث أن توثَّقت علاقته بالخديوي الذي رأى في شعره عونًا له في صراعه مع الإنجليز، فقرَّبه إليه بعد أن ارتفعت منزلته عنده، وخصَّه الشاعر العظيم بمدائحه في غدوه ورواحه، وظل شوقي يعمل في القصر حتى خلع الإنجليز عباس الثاني عن عرش مصر، وأعلنوا الحماية عليها سنة (1941م)، وولّوا حسين كامل سلطنة مصر، وطلبوا من الشاعر مغادرة البلاد، فاختار النفي إلى برشلونة في إسبانيا، وأقام مع أسرته في دار جميلة تطل على البحر المتوسط.شعره في هذه الفترة:ودار شعر شوقي في هذه الفترة التي سبقت نفيه حول المديح؛ حيث غمر الخديوي عباس حلمي بمدائحه والدفاع عنه، وهجاء أعدائه، ولم يترك مناسبة إلا قدَّم فيها مدحه وتهنئته له، منذ أن جلس على عرش مصر حتى خُلع من الحكم، ويمتلئ الديوان بقصائد كثيرة من هذا الغرض.ووقف شوقي مع الخديوي عباس حلمي في صراعه مع الإنجليز ومع من يوالونهم، لا نقمة على المحتلين فحسب، بل رعاية ودفاعًا عن ولي نعمته كذلك، فهاجم رياض باشا رئيس النُظّار حين ألقى خطابًا أثنى فيه على الإنجليز وأشاد بفضلهم على مصر، وقد هجاه شوقي بقصيدة عنيفة جاء فيها:غمرت القوم إطراءً وحمدًاوهم غمروك بالنعم الجسامخطبت فكنت خطبًا لا خطيبًاأضيف إلى مصائبنا العظاملهجت بالاحتلال وما أتاهوجرحك منه لو أحسست داموبلغ من تشيعه للقصر وارتباطه بالخديوي أنه ذمَّ أحمد عرابي وهجاه بقصيدة موجعة، ولم يرث صديقه مصطفى كامل إلا بعد فترة، وكانت قد انقطعت علاقته بالخديوي بعد أن رفع الأخير يده عن مساندة الحركة الوطنية بعد سياسة الوفاق بين الإنجليز والقصر الملكي؛ ولذلك تأخر رثاء شوقي بعد أن استوثق من عدم إغضاب الخديوي، وجاء رثاؤه لمصطفى كامل شديد اللوعة صادق الأحزان، قوي الرنين، بديع السبك والنظم، وإن خلت قصيدته من الحديث عن زعامة مصطفى كامل وجهاده ضد المستعمر، ومطلع القصيدة:المشرقان عليك ينتحبانقاصيهما في مأتم والدانيا خادم الإسلام أجر مجاهدفي الله من خلد ومن رضوانلمّا نُعيت إلى الحجاز مشى الأسىفي الزائرين وروّع الحرمانوارتبط شوقي بدولة الخلافة العثمانية ارتباطًا وثيقًا، وكانت مصر تابعة لها، فأكثر من مدح سلطانها عبد الحميد الثاني؛ داعيًا المسلمين إلى الالتفات حولها؛ لأنها الرابطة التي تربطهم وتشد من أزرهم، فيقول:أما الخلافة فهي حائط بيتكمحتى يبين الحشر عن أهوالهلا تسمعوا للمرجفين وجهلهمفمصيبة الإسلام من جُهّالهولما انتصرت الدولة العثمانية في حربها مع اليونان سنة (1315هـ = 1987م) كتب مطولة عظيمة بعنوان "صدى الحرب"، أشاد فيها بانتصارات السلطان العثماني، واستهلها بقوله:بسيفك يعلو والحق أغلبوينصر دين الله أيان تضربوهي مطولة تشبه الملاحم، وقد قسمها إلى أجزاء كأنها الأناشيد في ملحمة، فجزء تحت عنوان "أبوة أمير المؤمنين"، وآخر عن "الجلوس الأسعد"، وثالث بعنوان "حلم عظيم وبطش أعظم". ويبكي سقوط عبد الحميد الثاني في انقلاب قام به جماعة الاتحاد والترقي، فينظم رائعة من روائعه العثمانية التي بعنوان "الانقلاب العثماني وسقوط السلطان عبد الحميد"، وقد استهلها بقوله:سل يلدزا ذات القصورهل جاءها نبأ البدورلو تستطيع إجابةلبكتك بالدمع الغزيرولم تكن صلة شوقي بالترك صلة رحم ولا ممالأة لأميره فحسب، وإنما كانت صلة في الله، فقد كان السلطان العثماني خليفة المسلمين، ووجوده يكفل وحدة البلاد الإسلامية ويلم شتاتها، ولم يكن هذا إيمان شوقي وحده، بل كان إيمان كثير من الزعماء المصريين.وفي هذه الفترة نظم إسلامياته الرائعة، وتعد قصائده في مدح الرسول (صلى الله عليه وسلم) من أبدع شعره قوة في النظم، وصدقًا في العاطفة، وجمالاً في التصوير، وتجديدًا في الموضوع، ومن أشهر قصائده "نهج البردة" التي عارض فيها البوصيري في بردته، وحسبك أن يعجب بها شيخ الجامع الأزهر آنذاك محدث العصر الشيخ "سليم البشري" فينهض لشرحها وبيانها. يقول في مطلع القصيدة:ريم على القاع بين البان والعلمأحل سفك دمي في الأشهر الحرمومن أبياتها في الرد على مزاعم المستشرقين الذين يدعون أن الإسلام انتشر بحد السيف:قالوا غزوت ورسل الله ما بعثوالقتل نفس ولا جاءوا لسفك دمجهل وتضليل أحلام وسفسطةفتحت بالسيف بعد الفتح بالقلمويلحق بنهج البردة قصائد أخرى، مثل: الهمزية النبوية، وهي معارضة أيضًا للبوصيري، وقصيدة ذكرى المولد التي مطلعها:سلوا قلبي غداة سلا وتابالعل على الجمال له عتابًاكما اتجه شوقي إلى الحكاية على لسان الحيوان، وبدأ في نظم هذا الجنس الأدبي منذ أن كان طالبًا في فرنسا؛ ليتخذ منه وسيلة فنية يبث من خلالها نوازعه الأخلاقية والوطنية والاجتماعية، ويوقظ الإحساس بين مواطنيه بمآسي الاستعمار ومكائده.وقد صاغ شوقي هذه الحكايات بأسلوب سهل جذاب، وبلغ عدد تلك الحكايات 56 حكاية، نُشرت أول واحدة منها في جريدة "الأهرام" سنة (1310هـ = 1892م)، وكانت بعنوان "الهندي والدجاج"، وفيها يرمز بالهندي لقوات الاحتلال وبالدجاج لمصر.النفي إلى إسبانيا:وفي الفترة التي قضاها شوقي في إسبانيا تعلم لغتها، وأنفق وقته في قراءة كتب التاريخ، خاصة تاريخ الأندلس، وعكف على قراءة عيون الأدب العربي قراءة متأنية، وزار آثار المسلمين وحضارتهم في إشبيلية وقرطبة وغرناطة.وأثمرت هذه القراءات أن نظم شوقي أرجوزته "دول العرب وعظماء الإسلام"، وهي تضم 1400 بيت موزعة على (24) قصيدة، تحكي تاريخ المسلمين منذ عهد النبوة والخلافة الراشدة، على أنها رغم ضخامتها أقرب إلى الشعر التعليمي، وقد نُشرت بعد وفاته.وفي المنفى اشتد به الحنين إلى الوطن وطال به الاشتياق وملك عليه جوارحه وأنفاسه. ولم يجد من سلوى سوى شعره يبثه لواعج نفسه وخطرات قلبه، وظفر الشعر العربي بقصائد تعد من روائع الشعر صدقًا في العاطفة وجمالاً في التصوير، لعل أشهرها قصيدته التي بعنوان "الرحلة إلى الأندلس"، وهي معارضة لقصيدة البحتري التي يصف فيها إيوان كسرى، ومطلعها:صنت نفسي عما يدنس نفسيوترفعت عن جدا كل جبسوقد بلغت قصيدة شوقي (110) أبيات تحدّث فيها عن مصر ومعالمها، وبثَّ حنينه وشوقه إلى رؤيتها، كما تناول الأندلس وآثارها الخالدة وزوال دول المسلمين بها، ومن أبيات القصيدة التي تعبر عن ذروة حنينه إلى مصر قوله:أحرام على بلابله الدوححلال للطير من كل جنسوطني لو شُغلت بالخلد عنهنازعتني إليه في الخلد نفسيشهد الله لم يغب عن جفونيشخصه ساعة ولم يخل حسيالعودة إلى الوطن:عاد شوقي إلى الوطن في سنة (1339هـ = 1920م)، واستقبله الشعب استقبالاً رائعًا واحتشد الآلاف لتحيته، وكان على رأس مستقبليه الشاعر الكبير "حافظ إبراهيم"، وجاءت عودته بعد أن قويت الحركة الوطنية واشتد عودها بعد ثورة 1919م، وتخضبت أرض الوطن بدماء الشهداء، فمال شوقي إلى جانب الشعب، وتغنَّى في شعره بعواطف قومه وعبّر عن آمالهم في التحرر والاستقلال والنظام النيابي والتعليم، ولم يترك مناسبة وطنية إلا سجّل فيها مشاعر الوطن وما يجيش في صدور أبنائه من آمال.لقد انقطعت علاقته بالقصر واسترد الطائر المغرد حريته، وخرج من القفص الذهبي، وأصبح شاعر الشعب المصري وترجمانه الأمين، فحين يرى زعماء الأحزاب وصحفها يتناحرون فيما بينهم، والمحتل الإنجليزي لا يزال جاثم على صدر الوطن، يصيح فيهم قائلاً:إلام الخلف بينكم إلاما؟وهذي الضجة الكبرى علاما؟وفيم يكيد بعضكم لبعضوتبدون العداوة والخصاما؟وأين الفوز؟ لا مصر استقرتعلى حال ولا السودان داماورأى في التاريخ الفرعوني وأمجاده ما يثير أبناء الشعب ويدفعهم إلى الأمام والتحرر، فنظم قصائد عن النيل والأهرام وأبي الهول. ولما اكتشفت مقبرة توت عنخ أمون وقف العالم مندهشًا أمام آثارها المبهرة، ورأى شوقي في ذلك فرصة للتغني بأمجاد مصر؛ حتى يُحرِّك في النفوس الأمل ويدفعها إلى الرقي والطموح، فنظم قصيدة رائعة مطلعها:قفي يا أخت يوشع خبريناأحاديث القرون الغابريناوقصي من مصارعهم عليناومن دولاتهم ما تعلميناوامتد شعر شوقي بأجنحته ليعبر عن آمال العرب وقضاياهم ومعاركهم ضد المستعمر، فنظم في "نكبة دمشق" وفي "نكبة بيروت" وفي ذكرى استقلال سوريا وذكرى شهدائها، ومن أبدع شعره قصيدته في "نكبة دمشق" التي سجّل فيها أحداث الثورة التي اشتعلت في دمشق ضد الاحتلال الفرنسي، ومنها:بني سوريّة اطرحوا الأمانيوألقوا عنكم الأحلام ألقواوقفتم بين موت أو حياةفإن رمتم نعيم الدهر فاشقواوللأوطان في دم كل حرٍّيد سلفت ودين مستحقّوللحرية الحمراء باببكل يد مضرجة يُدَقُّولم تشغله قضايا وطنه عن متابعة أخبار دولة الخلافة العثمانية، فقد كان لها محبًا عن شعور صادق وإيمان جازم بأهميتها في حفظ رابطة العالم الإسلامي، وتقوية الأواصر بين شعوبه، حتى إذا أعلن "مصطفى كمال أتاتورك" إلغاء الخلافة سنة 1924 وقع الخبر عليه كالصاعقة، ورثاها رثاءً صادقًا في قصيدة مبكية مطلعها:عادت أغاني العرس رجع نواحونعيت بين معالم الأفراحكُفنت في ليل الزفاف بثوبهودفنت عند تبلج الإصباحضجت عليك مآذن ومنابروبكت عليك ممالك ونواحالهند والهة ومصر حزينةتبكي عليك بمدمع سحَّاحإمارة الشعر:أصبح شوقي بعد عودته شاعر الأمة المُعبر عن قضاياها، لا تفوته مناسبة وطنية إلا شارك فيها بشعره، وقابلته الأمة بكل تقدير وأنزلته منزلة عالية، وبايعه شعراؤها بإمارة الشعر سنة (1346هـ = 1927م) في حفل أقيم بدار الأوبرا بمناسبة اختياره عضوًا في مجلس الشيوخ، وقيامه بإعادة طبع ديوانه "الشوقيات". وقد حضر الحفل وفود من أدباء العالم العربي وشعرائه، وأعلن حافظ إبراهيم باسمهم مبايعته بإمارة الشعر قائلاً:بلابل وادي النيل بالشرق اسجعيبشعر أمير الدولتين ورجِّعيأعيدي على الأسماع ما غردت بهبراعة شوقي في ابتداء ومقطعأمير القوافي قد أتيت مبايعًاوهذي وفود الشرق قد بايعت معيمسرحيات شوقي:أحمد شوقي و سعد زغلول:بلغ أحمد شوقي قمة مجده، وأحس أنه قد حقق كل أمانيه بعد أن بايعه شعراء العرب بإمارة الشعر، فبدأ يتجه إلى فن المسرحية الشعرية، وكان قد بدأ في ذلك أثناء إقامته في فرنسا لكنه عدل عنه إلى فن القصيد.وأخذ ينشر على الناس مسرحياته الشعرية الرائعة، استمد اثنتين منها من التاريخ المصري القديم، وهما: "مصرع كليوباترا" و"قمبيز"، والأولى منهما هي أولى مسرحياته ظهورًا، وواحدة من التاريخ الإسلامي هي "مجنون ليلى"، ومثلها من التاريخ العربي القديم هي "عنترة"، وأخرى من التاريخ المصري العثماني وهي "علي بك الكبير"، وله مسرحيتان هزليتان، هما: "الست هدي"، و"البخيلة".ولأمر غير معلوم كتب مسرحية "أميرة الأندلس" نثرًا، مع أن بطلها أو أحد أبطالها البارزين هو الشاعر المعتمد بن عباد.وقد غلب الطابع الغنائي والأخلاقي على مسرحياته، وضعف الطابع الدرامي، وكانت الحركة المسرحية بطيئة لشدة طول أجزاء كثيرة من الحوار، غير أن هذه المآخذ لا تُفقِد مسرحيات شوقي قيمتها الشعرية الغنائية، ولا تنفي عنها كونها ركيزة الشعر الدرامي في الأدب العربي الحديث.مكانة شوقي:منح الله شوقي موهبة شعرية فذة، وبديهة سيالة، لا يجد عناء في نظم القصيدة، فدائمًا كانت المعاني تنثال عليه انثيالاً وكأنها المطر الهطول، يغمغم بالشعر ماشيًا أو جالسًا بين أصحابه، حاضرًا بينهم بشخصه غائبًا عنهم بفكره؛ ولهذا كان من أخصب شعراء العربية؛ إذ بلغ نتاجه الشعري ما يتجاوز ثلاثة وعشرين ألف بيت وخمسمائة بيت، ولعل هذا الرقم لم يبلغه شاعر عربي قديم أو حديث.وكان شوقي مثقفًا ثقافة متنوعة الجوانب، فقد انكب على قراءة الشعر العربي في عصور ازدهاره، وصحب كبار شعرائه، وأدام النظر في مطالعة كتب اللغة والأدب، وكان ذا حافظة لاقطة لا تجد عناء في استظهار ما تقرأ؛ حتى قيل بأنه كان يحفظ أبوابًا كاملة من بعض المعاجم، وكان مغرمًا بالتاريخ يشهد على ذلك قصائده التي لا تخلو من إشارات تاريخية لا يعرفها إلا المتعمقون في دراسة التاريخ، وتدل رائعته الكبرى "كبار الحوادث في وادي النيل" التي نظمها وهو في شرخ الشباب على بصره بالتاريخ قديمه وحديثه.وكان ذا حس لغوي مرهف وفطرة موسيقية بارعة في اختيار الألفاظ التي تتألف مع بعضها لتحدث النغم الذي يثير الطرب ويجذب الأسماع، فجاء شعره لحنًا صافيًا ونغمًا رائعًا لم تعرفه العربية إلا لقلة قليلة من فحول الشعراء.وإلى جانب ثقافته العربية كان متقنًا للفرنسية التي مكنته من الاطلاع على آدابها والنهل من فنونها والتأثر بشعرائها، وهذا ما ظهر في بعض نتاجه وما استحدثه في العربية من كتابة المسرحية الشعرية لأول مرة.وقد نظم الشعر العربي في كل أغراضه من مديح ورثاء وغزل، ووصف وحكمة، وله في ذلك أوابد رائعة ترفعه إلى قمة الشعر العربي، وله آثار نثرية كتبها في مطلع حياته الأدبية، مثل: "عذراء الهند"، ورواية "لادياس"، و"ورقة الآس"، و"أسواق الذهب"، وقد حاكى فيه كتاب "أطواق الذهب" للزمخشري، وما يشيع فيه من وعظ في عبارات مسجوعة.وقد جمع شوقي شعره الغنائي في ديوان سماه "الشوقيات"، ثم قام الدكتور محمد صبري السربوني بجمع الأشعار التي لم يضمها ديوانه، وصنع منها ديوانًا جديدًا في مجلدين أطلق عليه "الشوقيات المجهولة".وفاته:ظل شوقي محل تقدير الناس وموضع إعجابهم ولسان حالهم، حتى إن الموت فاجأه بعد فراغه من نظم قصيدة طويلة يحيي بها مشروع القرش الذي نهض به شباب مصر، وفاضت روحه الكريمة في (13 من جمادى الآخرة = 14 من أكتوبر 1932م.
24 فبراير، 2009
رحلات تاريخية
في مدينة طهطا إحدى مدن محافظة سوهاج بصعيد مصر، ولد رفاعة رافع الطهطاوي في (7 من جمادى الآخرة 1216 هـ= 15 أكتوبر 1801 م)، ونشأ في أسرة كريمة الأصل شريفة النسب، فأبوه ينتهي نسبه إلى الحسين بن علي بن أبي طالب. وأمه فاطمة بنت الشيخ أحمد الفرغلي، ينتهي نسبها إلى قبيلة الخزرج الأنصارية.وقد لقي رفاعة عناية من أبيه، على الرغم من تنقله بين عدة بلاد في صعيد مصر، فحفظ القرآن الكريم، ثم رجع إلى موطنه طهطا بعد أن توفي والده. ووجد من أسرة أخواله اهتماما كبيرا حيث كانت زاخرة بالشيوخ والعلماء فحفظ على أيديهم المتون التي كانت متداولة في هذا العصر، وقرأ عليهم شيئا من الفقه والنحو.ولما بلغ رفاعة السادسة عشرة من عمره التحق بالأزهر وذلك في سنة (1232 هـ= 1817م)، مسلحا بما سبق أن تعلمه على يد أخواله، الأمر الذي ساعده على مواصلة الدراسة مع زملائه الذين سبقوه في الالتحاق بالأزهر. وشملت دراسته في الأزهر الحديث والفقه والتصوف والتفسير والنحو والصرف... وغير ذلك. وتتلمذ عل يد عدد من علماء الأزهر العظام، وكان من بينهم من تولى مشيخة الجامع الأزهر، مثل الشيخ حسن القويسني، وإبراهيم البيجوري، وحسن العطار، وكان هذا الأخير ممن وثق الطهطاوي صلته بهم ولازمهم وتأثر بهم. وتميز الشيخ العطار عن أقرانه من علماء عصره بالنظر في العلوم الأخرى غير الشرعية واللغوية، كالتاريخ والجغرافيا والطب، واستفاد من رحلاته الكثيرة واتصاله بعلماء الحملة الفرنسية.وبعد أن أمضى رفاعة في الأزهر ست سنوات، جلس للتدريس فيه سنة (1237 هـ = 1821 م) وهو في الحادية والعشرين من عمره، والتف حوله الطلبة يتلقون عنه علوم المنطق والحديث والبلاغة والعروض. وكانت له طريقة آسرة في الشرح جعلت الطلبة يتعلقون به ويقبلون على درسه، ثم ترك التدريس بعد عامين والتحق بالجيش المصري النظامي الذي أنشأه محمد علي إماما وواعظا لإحدى فرقه، واستفاد من هذه الفترة الدقة والنظاموبعد وفاة عباس الأول سنة (1270هـ= 1854م) عاد الطهطاوي إلى القاهرة، وأسندت إليه في عهد الوالي الجديد "سعيد باشا" عدة مناصب تربوية، فتولى نظارة المدرسة الحربية التي أنشأها سعيد لتخريج ضباط أركان حرب الجيش سنة (1277هـ = 1856م)، وقد عنى بها الطهطاوي عناية خاصة، وجعل دراسة اللغة العربية بها إجبارية على جميع الطلبة، وأعطى لهم حرية اختيار أجدى اللغتين الشرقيتين: التركية أو الفارسية، وإحدى اللغات الأوربية: الإنجليزية أو الفرنسية أو الألمانية، ثم أنشأ بها فرقة خاصة لدراسة المحاسبة، وقلمًا للترجمة برئاسة تلميذه وكاتب سيرته صالح مجدي، وأصبحت المدرسة الحربية قريبة الشبه بما كانت عليه مدرسة الألسن.ومن أبرز الأعمال التي قام بها رفاعة في عهد الخديو إسماعيل نظارته لقلم الترجمة الذي أنشئ سنة (1280هـ = 1863م) لترجمة القوانين الفرنسية، ولم يكن هناك من أساطين المترجمين سوى تلاميذ الطهطاوي من خريجي مدرسة الألسن، فاستعان بهم في قلم الترجمة، ومن هؤلاء: عبد الله السيد وصالح مجدي ومحمد قدري.وكان مقر قلم الترجمة حجرة واحدة بديوان المدارس، ولم يحل ذلك دون إنجاز أعظم الأعمال، فترجموا القانون الفرنسي في عدة مجلدات وطبع في مطبعة بولاق، ولم تكن هذه المهمة يسيرة، إذ كانت تتطلب إلمامًا واسعًا بالقوانين الفرنسية وبأحكام الشريعة الإسلامية، لاختيار المصطلحات الفقهية المطابقة لمثيلاتها في القانون الفرنسي.حين عهد إلى الطهطاوي إصدار مجلة روضة المدارس، سنة (1287هـ = 1870م) جعل منها منارة لتعليم الأمة ونشر الثقافة بين أبنائها، فقد نظمها أقسامًا، وجعل على رأس كل قسم واحدًا من كبار العلماء من أمثال عبد الله فكري الأديب الكبير، وإسماعيل الفلكي العالم الرياضي والفلكي، ومحمد باشا قدري القانوني الضليع، وصالح مجدي، والشيخ حسونة النواوي الفقيه الحنفي المعروف، وغيرهم. وكانت المجلة تنشر مقالات تاريخية وجغرافية واجتماعية وصحية وأدبية وقصصا وأشعارا، كما كانت تنشر ملخصًا لكثير من الدروس التي كانت تلقى بمدرسة "دار العلوم".واعتادت المجلة أن تلحق بأعدادها كتبًا ألفت لها على أجزاء توزع مع كل عدد من أعدادها بحيث تكون في النهاية كتابًا مستقلاً، فنشرت كتاب "آثار الأفكار ومنثور الأزهار" لعبد الله فكري، و"حقائق الأخبار في أوصاف البحار" لعلي مبارك، و"الصحة التامة والمنحة العامة" للدكتور محمد بدر، و"القول السديد في الاجتهاد والتجديد" للطهطاوي.وكان رفاعة قد نيف على السبعين حين ولي أمر مجلة الروضة، لكنه ظل مشتعل الذكاء وقاد الفكر، لم تنل الشيخوخة من عزيمته، فظل يكتب فيها مباحث ومقالات حتى توفي في (1 من ربيع الآخر 1290هـ = 27 من مايو 1873م).
23 فبراير، 2009
من اعمال البر
" كل سلامى من الناس عليه صدقة . كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين اتنين صدقة ، وتعين الرجل فى دابتة فتحمله عليها ، أو ترفع له عليها متاعة صدقة ، والكلمة الطيبة صدقة ، وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاه صدقة ، وتميط الأذى عن الطريق صدقة "
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
17 فبراير، 2009
رموز رياضية عربية
(نصـــــــــــوص) أمة العرب
علي الجارم 1299 - 1368 هـ / 1881 - 1949 معلي بن صالح بن عبد الفتاح الجارم أديب مصري، من رجال التعليم له شعر ونظم كثير، ولد في رشيد، وتعلم في القاهرة وإنجلترا، واختير ليكون كبير مفتشي اللغة العربية بمصر.ثم وكيلاً لدار العلوم حتى عام (1942)، مثل مصر في بعض المؤتمرات العلمية والثقافية، وكان من أعضاء المجمع اللغوي.وتوفي بالقاهرة فجأة، وهو مصغ إلى أحد أبنائه يلقي قصيدة له في حفلة تأبين لمحمود فهمي النقراش.له (ديوان الجارم) أربعة أجزاء، (قصة العرب في إسبانيا ) ترجمة عن الإنجليزية.و(فارس بن حمدان)، (شاعر ملك .
جو النص:
:- الأمة العربية أمة واحدة مسلم ومسيحي , تربطهم أرض الوطن , ولا يفرق بينهم مفرق , فبينهم علاقات النسب ويجمعهم تاريخ عريق بأرض الشرق والدولة العربية الواسعة الأرجاء .
النص
بني العروبةِ إنَّ اللّه يجــــمعُنا فلا يفرِّقُنا في الأرضِ انسا لنا بها وطنٌ حــــــــرٌّ نـــــلوذُ به إذا تناءتْ مسافاتٌ وأوْطَانُ غدا الصليبُ هلالاً في توحُّدِنا وجمع القوم قرآن وانجيل
المفرادات:
:- بني :- أبناء يجمعنا :
-[ع] يفرقنا يفرقنا :- يشتتنا وطن :
- مكان الإقامة [ج] أوطان حر :- طليق [ع] محتل ومقيد
نلوذبه :- نحتمي به ونلجأ إليه تناءات :
- تباعدت [ع] اقتربت مسافات :
- [م ] مسافة أوطان :-
بلاد [م] وطن
الشرح
:- يا أبناء الوطن العربي , لقد جمعنا الله في أرض واحدة حرة , ولا يملك إنسان أن يفرقنا , و مهما فرقت بيننا المسافات والبلاد , لا فرق بين مسلم ومسيحي , فقد جمعنا الإنجيل والقرآن.
مظاهر الجمال:
:- بني العروبة :- نداء للتنبيه إنَّ اللّه يجــــمعُنا :- أسلوب توكيد وسيلته إن
فلا يفرِّقُنا في الأرضِ إنسانُ :- نتيجة لما قبلها إنسان :- نكرة للعموم الشمول
ــــلنا بها وطنٌ حــــــــرٌّ :- أسلوب قصر يفيد تخصيص المعنى وتوكيده وطن :- نكرة للتعظيم
نـــــلوذُ به :- نتيجة لما قبلها والمضارع يدل على التجدد والاستمرار
مسافاتٌ وأوْطَانُ :- العطف يؤكد الوحدة العربية
غدا الصليبُ هلالاً :- تعبير يؤكد شدة الوحدة الوطنية وترابط الأمة العربية
وجمّع القومَ إنجيلٌ وقرآنُ :- تعبير يؤكد شدة الوحدة الوطنية وترابط الأمة العربيةإنجيل وقرآن :- نكرتان للتعظيم
النص:
أواصر الوحدة ولم نبالِ فُروقاً شَتَّتْ أُممـــــــــــاً عدنانُ غسّانُ أو غسّــــانُ عدنان
أواصرُ الدَّمِ والتاريخِ تَجمعُنـــــــا وكلُّنا في رِحابِ الشرقِ إخوانُ
مجدٌ على الدهرِ مذ كانت أوائلُه ودولةٌ لبني الفُصحــى وسُلطَانُ
المفردات:
نبالي :- نهتم
[ع] نغفل ونتشاغل فروق :- تباين
[م] فَرق شتت :- فرق وباعد أمماً :
- جماعات [م] أمة عدنان :- جد من أجداد العرب وكذلك غسان
أواصر :- صلات [م] آصرة رحاب
:- سعة [م] رحبة الشرق
:- الوطن العربي إخوان :-
[م ] أخ مجد :- رفعة وشر [ج] أمجاد
[ع] الذلة والشرف الدهر :- الزمن [ج] الدهور
مذ:- ظرف زمان أوائله :-
[م] أول والمراد أجداده الفصحى :- اللغة العربية الفصحى
سلطان :- قوة وحكم
الشرح:
:- لم يفرق بيننا التعصب لعدنان أو غسان . فنحن أمة واحدة تجمعنا علاقات الدم والأنساب والتاريخ الطويل واللغة العربية الفصحى .
مظاهر الجمال
:- فروق :- جمع للكثرة التاريخ يجمعنا :- تصوير جميل شبه التاريخ بشخص يجمعهم
كلنا :- للعموم والشمول
إخوان :- توحي بالترابط والتماسك
مجد على الدهر ........ توضح وتفسير للما قبله
16 فبراير، 2009
مصطفى صادق الرافعى
اعتمد الرافعى فى تكوين ثقافتة على مكتبتة الخاصة و مكتبة أبيه فيما بعد وكانت زاخرة بنفائس الكتب فى الدين و اللغة فأصاب الكثير من معين المعرفة الخاصة
اتجة الرافعى الى ما يرضى ميولة و يغذى روحة و ينمى أفكارة وانشغل بالقراءة و المعرفة و اخذ يكتب و ينتج بغذارة و قد ساعدة على ذلك صممة الذى أصيب به عقب مرضة بالتيفود و هو صغير
مما نأى به عن صغب الحياة حولة فنعم بحرية فكرية مطلقة اشتغل الرافعى فى بداية حياتة فى و ظيفة بسيطة باحدى المحاكم الشرعية
و التى لم تصرفة عن ادبه و كتابته و قد بدأ الرافعى حياته شاعرا ثم اتجة الى النثر لانة و جدة اطوع من الشعر و انتقل فية باسلوب بليغ
و بيان قوى و افكار سامية و كان لا يعنيه الاان يرفع من شأن اللغة العربية و يحيى الاداب الاسلامية الكريمة و فى اليوم الثانى عشر من شهر مايو سنة الف و تسعمائة و سيعة و ثلاثون من الميلاد غربت شمس الرافعى بعد ان خلفت لانسانية كنزًا لا تبلى جددة الايام و سيبقى حيا بتراثه و ادبه ما بقيت الحياة و تعاقبت الاجيال و من اشهر كتبة (وحى القلم_وتاريخ آداب العربية _اعجاز القرآن_الميساكين _وتحت رأية القرآن)
معلومات اضافية:
اسمه كما هو معروف لنا مصطفى صادق الرافعي, و اصله من مدينة طرابلس في لبنان و مازالت اسرة الرافعى موجودة في طرابلس حتى الآن, أما الفرع الذى جاء إلى مصر من اسرة الرافعى فأن الذى اسسه هو الشيخ محمد الطاهر الرافعى الذى وفد إلى مصر سنة 1827, ليكون قاضيا للمذهب الحنفي أى مذهب أبي حنيفة النعمان و قد جاء الشيخ بأمر من السلطان العثمانى ليتولى قضاء المذهب الحنفي و كانت مصر حتى ذلك الحين ولاية عثمانية.
المهم ان الشيخ محمد طاهر الرافعى كان أول من وفد إلى مصر من أسرة الرافعى المعروفة في طرابلس لبنان و يقال ان نسب اسرة الرافعى يمتد إلى عمر بن عبد الله بن عمر بن الخطاب امير المؤمنين و قد جاء بعد الشيخ محمد طاهر الرافعى عدد كبير من اخوته و أبناء عمه, و بلغ عدد أفراد أسرة الرافعى في مصر حين وفاة مصطفى صادق الرافعى سنة 1937 ما يزيد على ستمائة.
كمل يقول الأستاذ محمد سعيد العريان في كتابه "حياة الرافعى". و كان العمل الرئيسى لرجال أسرة الرافعى هو القضاء الشرعى حتى وصل الامر إلى الحد الذى اجتمع فيع من آل الرافعى اربعون قاضيا في مختلف المحاكم الشرعية المصرية في وقت واحد و أوشكت وظائف القضاء و الفتوى ان تكون مقصورة على آل الرافعى و قد تنبه اللورد كرومر إلى هذه الملاحظة فأثبتها في بعض تقاريره إلى وزارة الخارجية الانجليزية, لإنها كانت ظاهرة ملفتة للنظر و تحتاج إلى تفكير و تأمل.
و كان والد الرافعى هو الشيخ عبد الرازق الرافعى الذى تولى منصب القضاء الشرعى في كثير من اقاليم مصر و كان آخر عمل له هو رئاسة محكمة طنطا الشرعية.
أما والدة الرافعى فكانت سورية الاصل كأبيه و كان ابوها الشيخ الطوخى تاجرا تسير قوافله بالتجارة بين مصر و الشام و اصله من حلب و كانت اقامته في بهتيم من قرى محافظة القليوبية و كان له فيها ضيعة.
حياته:
ولد الاستاذ مصطفى صادق الرافعى في يناير سنة 1880 و آثرت امه ان تكون ولادته في بيت ابيها. دخل الرافعى المدرسة الابتدائية و نال شهادتها ثم اصيب بمرض يقال انه التيفود اقعده عدة شهور في سريره و خرج من هذا المرض مصابا في اذنيه و ظل المرض يزيد عليه عاما بعد عام حتة وصل إلى الثلاثين من عمره و قد فقد سمعه بصورة نهائية. و لم يحصل الرافعى في تعليمه النظامى على أكثر من الشهادة الابتدائية. و معنى ذلك ان الرافعى كان مثل العقاد في تعليمه, فكلاهما لم يحصل على شهادة غير الشهادة الابتدائية. كذلك كان الرافعى مثل طه حسين صاحب عاهة دائمة هى فقدان البصر عند طه حسين و فقدان السمع عند الرافعى. و مع ذلك فقد كان الرافعى مثل زميليه العقاد و طه حسين من اصحاب الارادة الحازمة القوية فلم يعبأ بالعقبات التى وضعتها الحياة في طريقه, و انما اشتد عزمه و أخذ نفسه بالجد و الاجتهاد, و عام نفسه بنفسه حتى استطاع ان يكتسب ثقافة رفيعة وضعته في الصف الاول من ادباء عصره و مفكريه.
و قد تزوج الرافعى في الرابعة و العشرين من اخت صديقه الاديب الاستاذ عبد الرحمن البرقوقى صاحب مجلة البيان و صاحب أفضل شرح لديوان المتنبى, و انجب الرافعى من زواجه عشرة ابناء.
اضطره المرض إلى ترك التعليم الرسمي، واستعاض عنه بمكتبة أبيه الزاخرة، إذ عكف عليها حتى استوعبها وأحاط بما فيها. عمل في عام 1899 ككاتب محكمة في محكمة طخا، ثم انتقل إلى محكمة طنطا الشرعية، ثم إلى المحكمة الأهلية، وبقي فيها حتى لقي وجه ربه الكريم.
في يوم الاثنين العاشر من مايو لعام 1937 استيقظ فيلسوف القرآن لصلاة الفجر، ثم جلس يتلو القرآن، فشعر بحرقة في معدته، تناول لها دواء، ثم عاد إلى مصلاه، ومضت ساعة، ثم نهض وسار، فلما كان بالبهو سقط على الأرض، ولما هب له أهل الدار، وجدوه قد فاضت روحه الطيبة إلى بارئها، وحمل جثمانه ودفن بعد صلاة الظهر إلى جوار أبويه في مقبرة العائلة في طنطا. مات مصطفى صادق الرافعي عن عمر يناهز 57 عاماً.
و من مؤلفاتــــــــة:
14 فبراير، 2009
13 يناير، 2009
نصوص(الزهرة البخيلة)
للشاعر احمد المعطى
تعريف الشاعر.
شاعر معاصر له العديد من القصائد الشعرية فى ادب الاطفال ووصف الطبيعة تميز شعره برقةالاحساس وسهولة الالفاظ
جو النص.
الحياه اخذ و عطاءومن يأخذولا يعطى لايستحق الحياه وفى هذة القصيده يمجدالشاعر العطاء ويذم البخل من خلالحكايةالزهرة البخيلة التى رفضت ان تجود بالرحيق فكانت عاقبتها الحرمان من العيش مع اصدقائها تعالوا معاٍ نقرأ القصيــــدة
النـــــــــــــــص
ها هو الحقل الفسيح كبساط من حرير
معانى المفردات
الحقل:الارض الفضاء الصالحة للزراعة
الفسيح:الواسعْ×الضيق
اعناق:رقاب والمفردعنق
بساط:سجادةاو فرش
الرحيق:نوع من الطيب
الطلق: المطلق غير مقيد
جم:كثير
تيجان:ما يوضع على الرأس
مواطن الجمال
ها هو الحقل الفسيح:تعبير يدل على شدة اتساع الحقل بالزراعة و الخير
كبساط من حرير:تصوير الحقل بالبسطاط شديد النعومة و الجمال
أيها النحل سلاما يا رفاق العمر اهلا
قد دعوناكم فلبـــــــــوا دمتموا للخير اهلا
انما الحق اقول فاسمعوا ونى مقالى
مالكم عندى رحيق فرحيقى كل مالى
لست اعطيه لغيرى لست بالخير ابالى
معانى المفردات
رفاق:أصدقاء
فلبوا:استجيبوا
دمتموا للخير:استمر فضلكم
الحق:العدل
مقالى:قولى
ابالى:اهتم
مواطن الجمال:
ايها النحل سلاما :اسلوب نداء غرضة التنبية و التعظيم
يا رفاق العمر اهلا:اسلوب نداء يدل على الحب بين الاصدقاء بين الاصدقاء
فلبوا:أسلوب أمر غرضه النصح و الارشاد
دمتموا للخير اهلا:اسلوب دعاء يدل على هؤلا يستحقون الخير
انما الحق اقول:أسلوب مؤكد بأنما:تؤكد فية الزهرة صدق ما تدعيه
فاسمعوا منى مقالى:اسلوب امر غرضه التنبيه و الحث
مالكم عندى رحيق:اسلوب نفى يؤكد رفضها تقديم الرحيق للنحل
لست بالخبر ابالى:اسلوب توكيد فقد اكدت انها لن لن تعطى الرحيق لغيرها
ليس فى الحقل مكان لزهور لا تلبى
أى ذنب قد جنيت؟ اننى اليوم كئيبة
راح صحبى و بقيت فى مكانى كالغريبة
أنة البخل وربى هو فى النفس مُصيبة
معانى المفردات
لا تلبى:لا تستجب
ذنب:جريمة و الجمع ذنوب
جنيت: اقترفت
كئيبة:حزينة تعسة
راح :ذهب
مصيبة:كارثة
مواطن الجمال
ليس فى الحقل مكان:تأكيد للنفى السابق
لزهور لاتلبى:تعبير جميل ينفر من البخل
أى ذنب اسلوب استفهام غرضة التعجب و الاستنكار
راح صحبى و بقيت:تعبير يدل على تخلى الاصحاب عنها و بقائها لوحدها
اى مكانى كالغريبة:تصوير الزهرة البخيلة بالغريب عن و طنة
انه البخل وربى:اسلوب مؤكد بأن و القسم هو يدل على اعترافها بخطئها
هو فى النفس مصيبة:تصوير البخل بالكارثة
اقرأ الابيات الاتيه ثم اجب
ها هو الحقل الفسيح كبساط من حرير
تتغنى الطير فية فوق اعناق الزهور
يا جموع النحل هيا فالرحيق الطلق جاء
(1) تخير الصواب مما بين القوسين.
مرادف الفسيح .......... (الكبير_الواسع _الكثير)
مفرد جموع ........... (جمع _جامع _جمعان)
مضادالطلق .......... (المنطلُق _المنحسر_المحبوس))
(ب)أين تتغنى الطيور؟
(ج)ى البيت الاول تعبيرجميل وضحه؟
(د) ما فائدة النداء فى البيت الاول؟